أشعر بغزة فى قلبى
الصورة نقلا عن موقع جريدة اليوم السابع
Posted by عبده البرماوي at ١١:١٩ م
Labels: أحزان تنسجنى, المفتكس المفيد, تأمل بس, هكذا تكلم فهلاو
من تأليف: يوامربلا ودبا
سيف المحارب القديم
استغرق منى الأمر خمسة وعشرين ليلة بتمامها لأصل لرأى بعد طول تفكير، ليال طوال لم أنم خلالها إلا سويعات قليلة، تحرر عقلى خلالها من هذا الوهم، وها أنا قد آمنت فى النهاية بأن السيوف قد صارت أشياء غير ضرورية، فبماذا أفادتنى وأنا سليل النبلاء مالكها واقف على شفير الجوع، هل سآمرها أن تضرب الهواء فتسقط موائد السماء فى حجرى، اليوم تحررت من الوهم، وعقدت العزم الأكيد على التخلص منها جميعاً بما فيها تلك التى ورثتها عن أبى، والتى ورثها بدوره عن أبيه وأجداده، لن أبقى على شئ منها فى حوزتي. أخذتها جميعاً، ستة وعشرون سيفاً من النوعين القصير والطويل، ترددت وأنا أتأمل جمالها ودقة صنعتها، وما استدعته فى عينى من رؤى وذكريات، حملتها جميعا فى لفافة ونسيت عامدا أو قل أننى عجزت عن بيع هذا الأثر وخفت من نفسى اللوامة لذا خلفته، سيفا واحداً فقط كان أبى يعتز به اعتزازا كبيراً، ويعلقه على جدار الغرفة الكبيرة، كان من صنع تنشوسوكيسادا صانع السيوف الأمهر عبر تاريخ الامبراطورية، صنعه بعقل رائق وخيال جامح، حلى جانبيه بعبارات من حكمة المحاربين القدماء بخط سوراى المنمق، وقد حمل هذا السيف خاتم الإمبراطور شخصياً، وآل إلى جدى بطريقة لا أعرفها، لكن أظن أنه قد منحها فى عيد أو ما شابه، كان مقربا من حضرة الامبراطور تنجا العظيم.
ذهبت إلى ميتسو تاناكا تاجر العاديات، إبن عمى وصديقى المقرب همتسو الذى سبقنى لبيع مالديه من سيوف الماضى قال لى عن هذا التاجر أنه دميم قصير القامة وجشع لا يشبع، لكنه يدفع جيدا مقارنة بالآخرين، وهو أشهر من يطلب شراء تلك السيوف النادرة فى جزيرتنا، سرت إلى حانوته حاملاً تلك الأسياف فى جراب جلدى مطعم بخيوط الذهب ومنقوش عليه بالكى قصيدة طويلة لا أعرف بالضبط قائلها، لكننى حفظتها عن ظهر قلب من تكرار قراءتها: "تعالى يا روح المحارب القديم، فاليوم بذل النفس من أجل المبجل العظيم، روحنا العالية، ساكن السماء"، لم يكن من اليسير على أن أسير لفسل كهذا بنفسى، لكن ماذا عساى أن أفعل وقد جرتنى الأحوال لهذا الخيار العسر، سرت رافعا رأسى وراسما الجهامة على تقاطيع وجهى، وكعلامة على انتمائى للساموراى ومرتبتى بينهم تعين على الظهور مرتدياً زى الشوجون المقصب ومتقلداً سيفين، ولذا احتفظت بسيف طالما آثر أبى تقلده مع زيه الرسمى لدى زيارته للقصر الإمبراطورى أو ديوان الحكومة، ووضعته فى غمده الطويل ليضفى علي مظهرا مهيبا، واستعرت من مطبخ زوجتى سكيناً ذات مقبض محلى كالسيوف، وضعتها فى الغمد القصير وبذلك بدوت كمن يرتدى سيفين، توخياً للمظهر ومراعاة للشكليات.
وصلت عند ميتسو الذى استقبلنى بحفاوة وهو يتأمل ملابسى والسيفين الذين أمتشقهما، كان بالفعل قصيرا وهو يقف إلى جوارى، بيننا فرق واضح فى الطول، فزع فى غلامه آمراً إياه أن يحمل عنى جراب السيوف وظل يكرر جملة ترحاب واحدة وهو يطاطئ رأسه ويحنى جسده القصير وعيناه اللئيمتان ترمقان من آن لآخر الجراب الذى وضعه الغلام على الطاولة الكبيرة وسط الحانوت، أما ابتسامة التشفى الخبيثة التى رسمها على وجهه فلم تفارقه طيلة الوقت.
منحنى ميتسو ثمانين رايواً فى مقابل مجموعة السيوف النادرة، لم تكن تلك الرايوات لتشترى فى الحقيقة غمد أي منها، لكننى قبلت المبلغ، وربما كنت أقبل أقل منه، إذ أننى قد حسمت أمرى على بيعها جميعاً، عرض على كما توقعت شراء السيفين فرفضت دون تشدد، متعللا بأننى أفضل ألا أبيعها فهى عزيزة لدى، ألح فى طلبه فوافقت على بيعه السيف ذى الغمد الطويل الذى أرتديه فقط، فنقدنى عشرة رايوات إضافية، هممت بالمغادرة لكنه ظل يلح على قائلاً ألا تريد بيع القصير أيضاً يا سيدى، قالها بلغة مختلفة تخلى خلالها عن توقيره لى، شعرت برغبة فى أهانتى حملتها كلمات هذا الرجل الوضيع. فرفضت بإباء ومضيت دون أن أرد عليه، تبعنى مهرولاً، وأخذ يلح على قائلاً، أشتريه منك بعشرين رايو، توقفت وحدقت فى وجهه بغضب شديد، فابتسم ابتسامته الخبيثة مرة أخرى وطأطأ رأسه وقال سيدى لعلك تقبل بمئة رايو إضافية، مضيت فى طريقى دون أن أعره اهتماماً، ظل يتبعنى وهو يزيد فى عرضه حتى وقفت على باب بيتى وهو لا يزال يتبعنى ويزيد المال المعروض، كان آخر مبلغ نطق به هو ألف رايو كاملة عداً ونقداً.
أخذ يرتعش وقد انقلب وجهه لبؤس شديد وهو يرمقنى أصعد درجات بيتى دون أن يستوفنى المبلغ الضخم الذى عرضه، ملئه الاستغراب إذ كيف أقبل فى بضع وعشرين سيفا نادرا ما يقل عن المئة رايو ولا أقبل فى واحد قصير عشرة أضعاف هذا، توقفت عند مدخل بيتى قائلاً له بلغة مستنكرة وبعصبية واضحة سأمنحك هذا السيف هبه دون مقابل إن أجبتنى بكل الصدق عن سؤال يحيرنى: ماذا سيفعل رجلا متواضع مثلك بسيف عتيق كهذا. أعاد ابتسامته الخبيثة إلى وجهه ونظر إلى السماء ثم قال لى وقد لمعت عيناه، سيدى أنا ابن سماك فقير من المنبوذين، ولم أحمل يوماً مثل هذه الأسياف التى تمتشقونها انتم أيها المنتمون لسلالة المحاربين لم استتمتع بامتشاق احداها يوما ولم أشعر إلا بأنها بعيدة عن يدى وظللت طوال عمرى أراها - متحسرا - وهى تمنحكم بهائكم وعظمتكم، ولطالما كرهتها، أنا ما اشتريت سيفاً من ساموراى إلا بعد أن ينحنى منكسراً ذليلاً أمامى بعدما انقلبت الاحوال وقد أحوجته الدنيا لرايوهاتى القليلة التى لا تساوى شيئاً مما يبيعه، وطالما تساءلت لماذا يتخلى ساموراى عن شرفه وميراث أجداده المحاربين، فى حين كان رجلاً ميسوراً مثلى ليتخلى عن كل ماله مقابل نظرة إجلال من أولئك الرعاع كتلك التى تحظون بها كلما مررتم بسيوفكم وخطواتكم الواثقة ومظهركم المهيب بينهم، كنت أمعن فى المماكسة، وأضغط عليهم بالرفض وادعاء أننى لا احتاج مزيد من السيوف العتيقة التى لا تصنع شيئاً، كنت أتشفى فيهم وهم ينتظرون المال وأعاملهم بكل التكبر، إلا أنت يا سيدى، نعم إلا أنت، وجدتك تبيعها ولم تهتز سيماء عظمتك وملامح هيبتك، فظننت أن احتفاظك بسيفك الأخير ربما هو الذى يبقى لديك كل هذا الكبرياء، فعزمت على شرائه مهما بلغ ثمنه، حتى لا يصير عندك ذرة من بقايا هذا الشرف ولتتساوى رأسينا فى النهاية. أقسم أننى قلت كل الحقيقة ولم أخفيك شيئاً هلا خلعته ومنحتنى إياه الآن.
لم أنبس ببنت شفه لثوان، ولم تشعرنى كلماته بكم الخسارة التى تصور أنها قد حلت بى، وكان على أن أفى بوعدى له بأن أمنحه آخر ما تبقى من السيوف، نظرت إليه بكل الكبرياء المفتعل وسددت إليه نظرة احتقار وتأفف ثم أمرته أن يعود بعد يومين ليحصل على بغيته، استدار وسار خارجاً وسط حيرتى من أفكار هؤلاء المنبوذين، لم أدر أمضى منتشياً أم منكسراً ذليلاً، لكننى نظرت إلى رأسه فرأيتها بالفعل تقارب رأسى أو تكاد.
موساكو
عاشت موساكو وحيدة فى بيتها الريفى بأقصى جنوب غابة شيونج الممتده من قصور بيرهوشا أعلى جبال كاتاو إلى ضفاف نهر ساهى حيث بيتها العتيق على طراز الماوسيونج الذى ورثته عن أجدادها والذى لا يعلم أحد على وجه اليقين تاريخ بناؤه. استأجرت موساكو ذات الملامح القوية التى منحتها إياها قسوة الغابة خادما عجوزاً يدعى "شابن هو" الذى حكى لها كثيراً عن ذكرياته عندما أوقع بالإمبراطور عن فرسه وهو يصطاد وحيداً فى الغابة وقد التقاه وحسبه على أقصى تقدير خادم متأنق لواحد من نبلاء الحاشية ممن يجيئون لصيد حيوانات هؤلاء الريفيين البسطاء المساكين، فطارده بآلة الحرث، فزع الإمبراطور الكهل وقفز إلى فرسه. لكنه تعثر عنه وسقط على الأرض وأخذ يصرخ مسترحماً شابن هو قائلاً أنه الإمبراطور وشابن هو الذى كاد أن يفتك بإله الامبراطورية لا يصدقه حتى أراه سوار الإمبراطور على يده، فهرب شابن هو الذى علم أن مصيره قد تحدد بالموت جزاء إفزاعه للإله المتجسد إمبراطوراً بشرياً.
غاب شابن هو عن البلدة لسنوات ثم عاد وقد تغير شكله تماماً. لم يجد أى من أهله ولم يجد القرية ولا بيوتها الخشبية ولم يعرف ماذا حل بهم إذ اختفوا جميعاً. ولم يسأل شابن هو أحداً مخافة أن يقبض عليه حرس الإمبراطور، إلى أن توفى الإمبراطور فجأة، ونسى ولى عهده الأمر، فعاش شابن يحكى القصة لكل من يراه عسى أن يجد من يدله على أحد ذويه. اعتبره الناس مجنوناً، ولم يجد من يأويه فى بلدتنا سوى موساكو، سيدة البيت الوحيد جنوب غابة شيونج، عاش معها لسنوات خادماً مطيعاً، وحارساً متيقظاً، وحكاءً مسلياً، صحيح أنها لم تصدقه يوماً واعتبرته كما يقول أهل البلدة مجنوناً، إلا أنها كانت تستمتع لحكاياته بشغف شديد، رغم أنه يكرر ذات الحكايات وبحذافيرها كل مرة يجلس إليها، لكنها لم تمل حكاياته يوماً، وظلت لعشرة أعوام تتابعه وهو يحكى بنفس حماسها للسماع أول يوم انصتت فيه لهذه الحكايات.
ربطت بينهما الوحدة وأشياء أخرى أحسها شابن وربما أحستها موساكو، فكر شابن هو أن يهجر البيت ويبحث عن مكان جديد به بشر وحياة غير هذا المكان الموحش الذى لا يسكنه سوى بضع فلاحين ومشردين بالإضافة إليه هو وموساكو سيدة البيت، سألها مرات عن سبب انعزالها فى هذا المكان القصى الموحش، لم تجبه يوماً عن سؤاله، فقط أشارت أنها إرادة بوذا نور السماء، لكن سر موساكو المخفى أبقاه فى جوارها، أحس أن ثمة شيئاً ما يدعوه للبقاء لجوارها.
فى صبيحة نهار ربيعى ملأت شعاعات الشمس فيه الفواصل بين أوراق الأشجار بهية الخضرة، وصحا فيه الفلاحون القليلون منذ بدأت العصافير زقزقاتها الأشبة بثورة موسيقية، تيقظت موساكو كعادتها ومضت نحو آنية الماء لتغتسل، كان من المفترض كعادتها كل صباح أن تمر بشابن هو الراقد بعرض باب غرفتها ككلب حراسة وفى، لكنها فوجئت بغيابه وهو الذى اعتاد ألا يصحو إلا بوكزة من قدمها كأنما تعثرت به، ظنت أنه قد يكون خارج البيت، يقضى شيئاً ما، أو لعله سمع صوتاً غريباً فذهب يتحراه، أو ربما يفعل واحدة من أفاعيله الجنونية التى اعتادها ولم تعد تستغربها منه، مضى الوقت دون أن يظهر أثر لشابن هو، خرجت لباحة البيت ونادته بصوت عال، لم يرد، سألت أحد الفلاحين الذى مر ببابها إن كان قد رأى المجنون، فرد متبسماً أنه لمحه يستحم هناك، وأشار ناحية النهر، هالها ما سمعته، فقد حرص شابن هو ألا يمسه الماء منذ عرفته، كان يهاب الماء ولم يكن يستحم إلا بعد إلحاح منها، لكنها تشهد أنها لم تشم له رائحة كتلك الروائح المنفرة التى تشمها من الفلاحين الفقراء العائدين من أعمالهم فى الغابة.
شدها الحماس لمعرفة سر استحمام شابن هو بعد قطيعة طالت مع المياه ، وصلت لحافة النهر حيث تحلق فتية من أبناء الفلاحين وهم يحدقون فى شابن هو الغاطس بجسده كاملاً فى المياه. ولم تبد منه سوى أطراف أصابع قدميه، ثم فجأة قفز شابن هو عالياً كسمكة مذعورة وخرج بجسده كاملاً فى الهواء ثم عاد بكتلة جسده باطشاً الماء ومحدثاً تفجراً لقطرات المياه أغرق كل الأولاد الواقفين بالخارج، فانخرطوا فى صراخ وضحك، لمحت شيئاً آخر غير عبث شابن هو، كان شابن هو قد تخلص من ملابسه كاملة قبل النزول للنهر وبدا عند قفزته كطفل خارج لتوه من رحم أمه، عرياناً بلا ستر.
هرعت بعيداً وهى تلعن شابن هو المجنون، وذهبت لمنزلها تنتظره حتى توبخه، لكنها طوال طريق عودتها لم تستطع تبين وجه استغرابها الحقيقى، لم تكن تعتبر أن شابن هو رجلاً رغم كل حكاياته عن الرجولة والفروسية اللتان تمتع بهما طوال شبابه، لكن ما رأته بعيناها أكبر من أن تتجاهل وجوده، كان لشابن جسدا فتيا يتوسطه ذكر ضخم بدا كثُعبان أصلة.
عاد شابن هو بعد دقائق ودخل للبيت فوجد سيدته موساكو تقف وبدت عليها أمارات التوتر والغضب، ألقى عليها التحية وسألها إن كانت تريد شيئاً من السوق، رددت عليه: لماذا أنت ذاهب إلى السوق اليوم، تعلم أننى قد ابتعت بالأمس حاجياتى وما سنأكله طوال الاسبوع، هل تريد أن تشترى لك شيئاً من هناك.
رد مبتسماً: لا يا سيدتى لكننى سمعت أحدهم يتكلم عن حاو قد ظهر فى السوق ويخرج من فيه أرانب وثعابين،
ردت موساكو هل جننت أيها الكبير وارتددت طفلاً، هل ستترك أعمالك لتذهب للفرجة على حاو مخرف. يبدو أنك بالفعل مجنون كما يشيعون.
أحس بوطأ الكلمات عليه التى حملت غضب السيدة فرد متعللاً: لا يا سيدتى فكل الأمر أن لى قريب كان يعمل حاوياً قبل أن أهجر قريتى وقد اشتهر بحيله التى يخرج فيها الارانب والثعابين من حلقه، ففكرت أن ربما يكون هو نفسه ذلك الحاوى الذى وصل للسوق.
أحست موساكو بقسوتها مع شابن هو فأشارت إليه أن اذهب ثم نادته وعرضت عليه بعض المال وقالت له خذ هذه الايوهات علك ترغب أن تشترى شيئاً.
ظلت تتابع جسد شابن هو وهو يختفى أسفل التلة ثم عادت نحو غرفتها وفكت ضفائرها وبدأت فى الاستعداد للاستحمام.
كتب صديقى العظيم اللي أنا زعلان منه في جريدة الدستور تحية غريبة لناشر مدونات مصرية للجيب وهى تجربة نشر تجارية تحاول ركوب موجة شهرة المدونات ويشبه الأمر حالة كسكسه عجيبه شبهها صديقي جيمي هود تشبيها عبقريا فقال ان هذا النشر الورقي لمدونات إلكترونيه مثل عمل أمسية إذاعية نقلا عن مسلسل تليفزيوني. تكنولوجيا قديمة تحاول اللحاق بتكنولوجيا جديدة فتتعثر وتظلمها وتظلم نفسها، ورغم اختلافى مع جيمي إلا أنني رأيتها في حجمها حين تصفحت الكتاب، بدا لي الكتيب متواضعا ومجرد مختارات لا يربطها أى رابط، ولا يجمعها أى تحليل، شغل تجارى للربح السريع ودمتم، أما صديقي نجم فقد أخذ يردد مقولته التى أعتبرها صادقة وإن فوتت هذه المرة يمدح فيها ناشر الكتاب عن غير حق والغريب أنه يقول أن الولد هو من نبهه لعالم النت، نجم تناسى أصل الموضوع، والأصل هو أنني كنت كعادتى التى اقلعت عنها بحمد الله أجلس فى دار ميريت لصاحبها محمد هاشم عشان مايزعلش، وكنت أحكي لنجم كعادتنا حين نمر بخبر فنأخذ فى مناقشته ومر بنا خبر عن التدوين فقال لى أنا لا أفهم هذه الظاهرة، ضحكت وقلت له فلتفهمها لك نواره فهى زعيمة جبهة التهييس الشعبية قال لى زعيمه، هى باعتلكو الشويتين بتوعها، قلت له ولم أكن ساعتها قد التقيت بها، تعملهم عليهم مش عليا، إنت زعيمى الوحيد يا ريس،
وأخذت أعدد له مناقب المدونون وكان وقتها قد حدث مشهد نادي القضاة تظاهرات كفاية والحركة البركة التى كنا ننتمى إليها وفطسها الله يسامحه بقي دون ذكر اسماء وعرجت على اسماء منال وعلاء ودماغ وجيمي الذي كان قد حضر اثناء الحوار وكنا قد تعرفنا ببعضنا من أسابيع قلائل وتوقفت ساعتها عند اسم حسام الحملاوى وموقعه عرباوي كمثال لنوعية التدوين المتواصل مع متابعين من مختلف دول العالم، وجدت نجم مهتما بشكل عميق وأعرف ذلك من طريقة انصاته وعدم تلفته وتحفيزه للمتحدث بكلمة هاه رغم تململ هاشم الذى يتابع الحديث وهو بيلف، حضرت داليا زيادة وكانت تحمل معها اللاب توب الخاص بها، وبدأت فى مداعبة ازراره، قلت له لما لا تصبح مدونا، هتف جيمي هود وقفز من مقعده وقعد يقسم ميت يمين انها ستكون ضربة الموسم وقد حدث ، تحمست داليا وبدأنا معا فى نشاء المدونة على بلوجر وأخرجت تليفونى الآي مايت وقلت له ستكون أولي تدويناتك بالفيديو وبالفعل صورت له الفيلم وتم تحميله والاصل لا زال عندى وهللت الصحف للمدونة الجديدة التى سميتها عيون الكلام وهى عبارة مأخوذه عن إحدى قصائد نجم العبقرية وتولت داليا تحديثها وغير جيمى اسمها لاسم اكثر مناسبة لثقافة التدوين وسماها مكنة الفاجومى بضم الميم. والان كتب المقال ونسى كل هذا، حبيبى ابو النجوم له ألف عذر فى أن ينسى، وبعدين هى عادته ولا هايشتريها، هذا أبو النجوم،عليك أن تحبه حتى وهو ينساك.
الفيديو بأعلي يرسم جزء من شخصية أبو النجوم، السيدتان الفاضلتان ايناس وهالة تستمعان لقصيدته البتاع، الغريب ان ضحكهما قد تركز عند ما ظنتاه ايحاءجنسى وانتقل احساسهما المرهف للجمهور فأخذ يضحك في مواضع غريبه واستشعر ابو النجوم هذا بذكاؤه فبدأ يفوت وتماهى مع هذا الجمهور الغبى والسيدتان اللتان تفكران ببتاعهما ولم يفوت الفرصة فهجر القصيدة والمعنى السياسى للحظات وبدأ يضغط لهما علي وتر الجنس الذى توهمتاه هن وجمهورهن وان أكمل قصيدته السياسية بعد ذلك، عندما تشاهد الفيديو انظر كيف لم يفهم الجمهور ما يقوله نجم، والمثال الصارخ كان عندما ضحك الجمهورحين قال جملة مؤثره عن تحول لون البتاع لاصفر ذابل كدليل على الخراب وهو ضحك يثبت بالقطع انهم لم يفهمو القصيدة ولم تذهب قريحتهم سوى للمعنى الجنسى المتوهم الذى لم يرده قطعا ابو النجوم لكن القعدة كانت عاوزه كده.
قرأت بتعجب ما كتبه هيوارث دن عن حالة المجتمع المصرى منذ قرن ونصف عندما وصل إسماعيل لسدة الحكم :
"وكانت البلاد من الناحية العملية تخلو من أى مؤسسة اجتماعية تستطيع دعم الاصلاحات. فقد تحللت المؤسسات القديمة ولم تحل محلها بعد أية مؤسسات جديدة كنتيجة لإدخال الأفكار الأوربية. كان السائد فى ذلك الوقت هو محاكاة للشكل أكثر منه تبنى لروح الحضارة الأوربية. فلم تكن هناك شخصيات عامة ولا روح عامة، وكانت البيروقراطية سائدة وفاسدة، وكان الشعب بطبقاته التى يغلب عليها العمل بالزراعة، خاضعا خضوعا تاما للعسف والاضطهاد وكل أنواع الظلم، ولم يكن يملك أى وسائل للإصلاح، وكان الشعب جاهلا كل الجهل بحقوقه السياسية، بمن فيهم العناصر الأكثر تعليما وتنورا الذين جهلوا هذه الحقوق. ويستشهد بما كتبه شفيق باشا سنة 1934 عن محاولة الخديو إسماعيل إنشاء مجلس النواب عام 1866: ضطر الخديو إسماعيل أن يأمر أعضاء المجلس المختارون بأن يقسمو أنفسهم لمجموعات أو أحزاب ثلاثة: يمين يساند الحكومة، ويسار لمعارضتها، ووسط من المعتدلين. فاتجه جميع الأعضاء بلا استثناء إلى حزب اليمين قائلين فى تعجب شديد: كيف يمكننا أن نعارض الحكومة"
هل تغيرت مصر كثيرا عبر مائة وخمسين عاما
منذ مائة وخمسين عاما لم نكن بحالنا الجاهل للحقوق السياسية بمستغربين فقد كانت أغلب أمم الأرض مثلنا ترزح تحت نير العسف والاستبداد. قلة من الدول هى التى عرفت الممارسة الديمقراطية المحدودة. والآن بعد قرن ونصف انطلقت أغلب دول العالم نحو تحرر ونهوض وتنمية، وسبقنا من كانو خلفنا بكثير. ويبدو أن السؤال العتيق سيظل قائما يقلقنا ويحيرنا: لماذا تقدمو هم وتخلفنا نحن.
هذه جملة من النصائح المختصرة التى جمعت من خبرة التمرد والعصيان فى أوربا خلال الربع قرن الأخير موجهة للحركيين الذين يبتغون نهوضا ديمقراطيا وخروجا من ربقة الاستبداد الراهن
كن بسيطا غير متكلف
كن صبورا طويل البال
كن مبتهجا ولا تكن مزعجا
كن مسالما ولا تمارس العنف
كن حذرا ومنتبها وواعيا ويقظا
كن جادا
لا تجعل الملل يصيبك
لا تهدر طاقتك
استخدم السخرية والضحك والتسلية
كن منظما
فكر بتأنى ومهد لحركتك
ناقش وشاور واستمع
كن متابعا للأحداث وقارئا جيدا
استخدم الصور والشعارات والرموز بذكاء
جمع ولا تفرق
تفهم احتياجات الآخرين ومواقفهم
كن متسامحا ولا تكن غريرا ساذجا
لا تتعجل النتائج
أكد على احترامك للقانون
فكر وخطط للمستقبل
احرص على نسيجك الاخلاقى
فاوض ولا تتنازل
لا تثق بوعودهم كثيرا
عبد العزيز علي عبد الحفيظ الرنتيسي ولد في 23/10/1947 في قرية يبنا (بين عسقلان ويافا)، لجأت أسرته بعد حرب العام 1948 إلى قطاع غزة واستقرت في مخيم خان يونس للاجئين وكان عمره وقتها 6 شهور .
نشأ الرنتيسي بين 9 أخوة وثلاث أخوات. التحق عبد العزيز الرنتيسي في سن السادسة بمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وقد اضطرته ظروف عائلته الصعبة إلى العمل وهو في سن السادسة ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة . وقد كان متميزاً في دراسته حيث أنهى دراسته الثانوية عام 1965 وتوجه إلى الإسكندرية ليلتحق بجامعتها ويدرس الطب . أنهى دراسته الجامعية بتفوق وتخرج عام 1971 وعاد إلى قطاع غزة ليعمل في مستشفى ناصر المستشفى الرئيسي في خانيونس، وبعد أن خاض إضرابا مع زملائه في المستشفى احتجاجا على تعمد إدارة الصحة منعهم من السفر لإكمال دراستهم العليا فقد تمكن من العودة إلى الاسكندرية ليحصل على درجة الماجستير في طب الأطفال، وفي العام 1976 عاد إلى عمله في ناصر. متزوج وأب لستة أطفال (ولدان وأربع بنات)، وجد لعشرة أحفاد . شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها: عضوية هئية إدارية منتخبة في المجمع الإسلامي، وعضو الهيئة الإدارية المنتخبة لعدة دورات في الجمعية الطبية العربية بقطاع غزة إلى أن اعتقل عام 1988 من قوات الاحتلال الصهيوني، وهو عضو في الهلال الأحمر الفلسطيني . عمل محاضراً في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة منذ عام 1986 وذلك بعد إقصائه تعسقيا من قبل الاحتلال عن عمله في المستشفى عام 1984 ولم يسمح له بالعودة إلى المستشفى ثانية، وقد كتب ضابط ركن الصحة الصهيوني على ملفه (لا يسمح له بالعودة إلا بكتاب خطي من وزير الدفاع). اعتقل الرنتيسي عام 1982 بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال، وذلك بعد أن خاضت الجمعية الطبية إضرابا استمر لمدة ثلاثة أسابيع وذلك احتجاجا على الضريبة المضافة وكان الرنتيسي أحد قادة هذا الإضراب عام 1981 وقد حدثت انتفاضة فلسطينية في قطاع غزة خلال هذه الفترة تضامنا مع الأطباء، وقد فرضت عليه الإقامة الجبرية خلال فترة الإضراب.لقد انتسب الرنتيسي إلى جماعة الإخوان المسلمين ليصبح أحد قادتها في قطاع غزة ويكون أحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة عام 1987 . وكان أول من اعتقل من قادة الحركة بعد إشعال حركته الانتفاضة الفلسطينية الأولى في التاسع من ديسمبر 1987، ففي 15/1/1988 جرى اعتقاله لمدة 21 يوماً بعد عراك بالأيدي بينه وبين جنود الاحتلال الذين أرادوا اقتحام غرفة نومه فاشتبك معهم لصدهم عن العرفة، فاعتقلوه دون أن يتمكنوا من دخول الغرفة. وبعد شهر من الإفراج عنه تم اعتقاله بتاريخ 4/3/1988 حيث ظل محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف العام حيث وجهت له تهمة المشاركة في تأسيس وقيادة حماس وصياغة المنشور الأول للانتفاضة بينما لم يعترف في التحقيق بشيء من ذلك فحوكم على قانون "تامير"، ليطلق سراحه في 4/9/1990، ثم عاود الاحتلال اعتقاله بعد مائة يوم فقط بتاريخ 14/12/1990 حيث اعتقل إدارياً لمدة عام كامل. وفي 17/12/1992 أبعد مع 416 مجاهد من نشطاء وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، حيث برز كناطق رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم وتعبيراً عن رفضهم قرار الإبعاد الصهيوني، وقد نجحوا في كسر قرار الإبعاد والعودة إلى الوطن وإغلاق باب الإبعاد إلى يومنا هذا. اعتقلته سلطات الاحتلال فور عودته من مرج الزهور وأصدرت محكمة صهيونية عسكرية عليه حكماً بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة، ليفرج عنه في 21/4/1997 بعد انتهاء مدة الحكم. وخرج من المعتقل ليباشر دوره في قيادة حماس التي كانت قد تلقت ضربة مؤلمة من السلطة الفلسطينية عام 1996، وأخذ يدافع بقوة عن ثوابت الشعب الفلسطيني وعن مواقف الحركة الخالدة، ويشجع على النهوض من جديد، ولم يرق ذلك للسلطة الفلسطينية التي قامت باعتقاله بعد أقل من عام من خروجه من سجون الاحتلال وذلك بتاريخ 10/4/1998 وذلك بضغط من الاحتلال كما أقر له بذلك بعض المسؤولين الأمنيين في السلطة الفلسطينية وأفرج عنه بعد 15 شهرا بسبب وفاة والدته وهو في المعتقلات الفلسطينية ثم أعيد للاعتقال بعدها ثلاث مرات ليفرج عنه بعد أن خاض إضرابا عن الطعام وبعد أن قصف المعتقل من قبل طائرات العدو الصهيوني وهو في غرفة مغلقة في السجن المركزي في الوقت الذي تم فيه إخلاء السجن من الضباط وعناصر الأمن خشية على حياتهم، لينهي بذلك ما مجموعه 27 شهرا في سجون السلطة الفلسطينية.لقد حاولت السلطة اعتقاله مرتين بعد ذلك ولكنها فشلت بسبب حماية الجماهير الفلسطينية لمنزله.الدكتور الرنتيسي تمكن من إتمام حفظ كتاب الله في المعتقل وذلك عام 1990 بينما كان في زنزانة واحدة مع الشيخ المجاهد أحمد ياسين، وله قصائد شعرية تعبر عن انغراس الوطن والشعب الفلسطيني في أعماق فؤاده، وهو كاتب مقالة سياسية تنشرها له عشرات الصحف.ولقد أمضى معظم أيام اعتقاله في سجون الاحتلال وكل أيام اعتقاله في سجون السلطة في عزل انفرادي.والدكتور الرنتيسي يؤمن أن فلسطين لن تتحرر إلا بالجهاد في سبيل الله.
في يونيو/ حزيران عام 2003 نجا من محاولة اغتيال عبر صاروخ أطلقته مروحية إسرائيلية على سيارته في قطاع غزة أدى لإصابته هو وابنه الصبي بجروح. بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين في 22 مارس/آذار 2004 انتخب قائدا عاما لحركة حماس في قطاع غزة وتعهد بالثأر لاغتيال مؤسس الحركة. في 17 إبريل/نيسان 2004 استشهد مع اثنين من مرافقيه بعد ان أطلقت طائرة هيلوكوبتر حربية إسرائيلية صاروخا على سيارته في شارع الجلاء بغزة .
تعلمت علي يد عمرو حمزاوى مباشرة لعامين إثنين ولازلت بعد خمسة عشر عاما اتعلم من كتاباته
_______________
حماية النظام العام
بقلم د. عمرو حمزاوي ٢/٥/٢٠٠٨
لمفهوم «النظام العام» بريق خاص لدي دارسي السياسة. فالمفهوم في الجوهر يشير إلي علاقة تعاقدية بيننا كمواطنين وبين الدولة، تلزمنا الحفاظ علي استقرار المجتمع وحدود الفعل السلمي في تعاملاتنا، وتعطي الدولة ومؤسساتها الرسمية الحق في استخدام كل الأدوات المتاحة والمنصوص عليها دستورياً وقانونياً، بما فيها العنف المشروع، لضمان هذا الالتزام، ومن ثم حماية النظام العام كخير مشترك للجميع، لا تقدم دونه ولا ازدهار.بيد أن لمثل هذه العلاقة التعاقدية بين المواطنين والدولة شروطًا رئيسية لا تستقيم دونها، ويمكن إيجازها في كلمات ثلاث هي: الشرعية والعدالة والحياد.
بدايةً، للدولة حق حماية النظام العام إن كانت تتمتع، ممثلة في مؤسساتها ونخبتها وقياداتها بشرعية رضاء أغلبية واضحة من المواطنين عن أدائها.وعلي الرغم من أن الترتيبات الديمقراطية وفي القلب منها الانتخابات الحرة والدورية وما يترتب عليها من تداول للسلطة تمثل الوسيلة الأفضل للتعرف علي درجة الرضاء الشعبي وحدود تقلباتها، إلا أنها ليست الوسيلة الوحيدة. لا تعدم المجتمعات غير الديمقراطية وسائل بديلة لقياس الرضاء الشعبي تدور في المجمل حول ما يعرف في أدبيات علم السياسة بشرعية الإنجاز. فالدول الديكتاتورية والسلطوية قد تستحوذ، ولفترات قد تطول أو تقصر، علي درجة مستقرة من الرضاء الشعبي ترتبط بالنجاح في تحقيق أهداف عليا، كالتحرر الوطني والتنمية الاقتصادية والحد من الفوارق الطبقية ورفع مستويات معيشة المواطنين وغيرها.
ثانياً: للدولة حق حماية النظام العام، شريطة أن تلتزم في جميع أفعالها وممارساتها تجاه المواطنين مبدأ العدالة بمضامينه القانونية. والحقيقة أن الترجمة المجتمعية لمبدأ العدالة لا تعني سوي استقرار حكم القانون، أي أن يخضع الجميع - حاكمين ومحكومين - لذات النصوص الدستورية والقانونية، وأن تطبق عليهم دون تمييز، بما يستدعيه ذلك من إعمال لمبادئ الفصل بين السلطات والمسؤولية والمحاسبة. لا أتحدث هنا عن المعني الاجتماعي للعدالة، فذلك علي الرغم من أهميته هو أحد أهداف البشرية السامية، التي ندر دوماً تحققها، بل عن مضمونها القانوني، كأصل ملزم للدولة وأساس لفعلها. فلا يمكن الدفع بقدسية حماية النظام العام في مجتمعات لم يستقر بها بعد حكم القانون، ولا تخضع بها مؤسسات الدولة للمسؤولية والمحاسبة ويكتشف بها الضعفاء من المواطنين أن ما يطبق عليهم باسم النظام العام يستثني منه، كلاً أو جزءاً، أهل السلطة والنفوذ والمال.
ثالثاً: للدولة حق حماية النظام العام عندما تحترم قاعدة الحياد إزاء تعددية مكونات المجتمع، فلا تفرق بين المرأة والرجل، وتساوي بين المواطنين بغض النظر عن اللون والعرق والدين. المقصود إذاً هو أن تصبح الدولة دولة كل مواطنيها، وأن يؤطر حيادها وما يرتبه من مساواة كاملة لحماية النظام العام. من ثم يصير لزاماً علي الدولة أن تضمن، قانوناً وعملاً، الحق المتساوي للمواطنين في ممارسة حرياتهم العامة والمدنية، وأن تحميهم من التعسف والاضطهاد التمييزي.أما عندما تفتقد الدولة أو تبتعد بوضوح عن هذه المقومات الثلاثة، وذلك هو حال مصر اليوم بكل تأكيد، فإن التشدق بحماية النظام العام يستحيل وحديث أجوف لا مضمون له خارج الحد الأدني المتمثل في حماية الأرواح والممتلكات. وهنا تصبح جميع أشكال الاحتجاج السلمي مشروعة ومقبولة، بل وواجبة في مواجهة دولة تخفق في مهماتها الرئيسية