كيف يمكننا أن نعارض الحكومة: سؤال مطروح منذ مئة وخمسين عاما
قرأت بتعجب ما كتبه هيوارث دن عن حالة المجتمع المصرى منذ قرن ونصف عندما وصل إسماعيل لسدة الحكم :
"وكانت البلاد من الناحية العملية تخلو من أى مؤسسة اجتماعية تستطيع دعم الاصلاحات. فقد تحللت المؤسسات القديمة ولم تحل محلها بعد أية مؤسسات جديدة كنتيجة لإدخال الأفكار الأوربية. كان السائد فى ذلك الوقت هو محاكاة للشكل أكثر منه تبنى لروح الحضارة الأوربية. فلم تكن هناك شخصيات عامة ولا روح عامة، وكانت البيروقراطية سائدة وفاسدة، وكان الشعب بطبقاته التى يغلب عليها العمل بالزراعة، خاضعا خضوعا تاما للعسف والاضطهاد وكل أنواع الظلم، ولم يكن يملك أى وسائل للإصلاح، وكان الشعب جاهلا كل الجهل بحقوقه السياسية، بمن فيهم العناصر الأكثر تعليما وتنورا الذين جهلوا هذه الحقوق. ويستشهد بما كتبه شفيق باشا سنة 1934 عن محاولة الخديو إسماعيل إنشاء مجلس النواب عام 1866: ضطر الخديو إسماعيل أن يأمر أعضاء المجلس المختارون بأن يقسمو أنفسهم لمجموعات أو أحزاب ثلاثة: يمين يساند الحكومة، ويسار لمعارضتها، ووسط من المعتدلين. فاتجه جميع الأعضاء بلا استثناء إلى حزب اليمين قائلين فى تعجب شديد: كيف يمكننا أن نعارض الحكومة"
هل تغيرت مصر كثيرا عبر مائة وخمسين عاما
منذ مائة وخمسين عاما لم نكن بحالنا الجاهل للحقوق السياسية بمستغربين فقد كانت أغلب أمم الأرض مثلنا ترزح تحت نير العسف والاستبداد. قلة من الدول هى التى عرفت الممارسة الديمقراطية المحدودة. والآن بعد قرن ونصف انطلقت أغلب دول العالم نحو تحرر ونهوض وتنمية، وسبقنا من كانو خلفنا بكثير. ويبدو أن السؤال العتيق سيظل قائما يقلقنا ويحيرنا: لماذا تقدمو هم وتخلفنا نحن.
هناك تعليقان (٢):
بص يا فهلاو من غير فهلوة اواختلاف فى الرأى حتما هيفسد للود كل القضايا والجنح
ما نحن فيه شركه بيننا وبين الحكومة
والشعب اب الحكومة
والحكومة بنت الشعب
ويا ريت تتطلع على مدونتى لتعرف راىى كاملا
تحياتى
السؤال الأول:
السؤال العتيق سيظل قائما يقلقنا ويحيرنا: لماذا تقدمو هم وتخلفنا نحن.
الجواب من وجهة نظري:
لأننا فقدنا أو افتقدنا البوصلة.. نحن نعيش ونسير بلا منهج.. لم نلتزم يوماً بمنهج مهما تصورنا أو أملنا من ورائه ومهما تعلقنا به ودعينا إليه..
ده في المجمل.. في التفصيل تختلف الحالات بين شخص وآخر وتختلف طبيعة التراجع وطبيعة عدم الالتزام..
تعددت البوصلات والرؤى الإصلاحية لكن كان تصرفنا واحد أحد.. عدم التزام وفقد للبوصلة..
ربما..
إرسال تعليق