الكويز الاستعمارى
اتفاق الزوربا أقصد الكويز هو اتفاق وتحول فى تاريخنا يلخص دون أى تورية تاريخ التحول من عصر الصناعة الوطنية التى تبقى ثمرة العمل فى يد أصحابها إلى عصر الصناعة التابعة الخادمة للمستعمر واقتصاده القائمة بالأساس على استغلال العمال الذين يشكل جهدهم القيمة الأهم فى مدخلات أى صناعة الصناعة الوطنية التى بدأت - على غير المشاع وسط الناس وبعض اليسار - قبل الثورة فى ظل الحركة الوطنية المصرية حيث اكتمل الفكر التحررى بفهم البعد الاقتصادى لقضية الاستقلال. واختصر هذا الفهم العبقرى مشروع عمنا خالد الذكر طلعت حرب الذى وضع أول لبنة فى بناء مصر الاقتصادى وشيد صروح عديدة منها صناعة النسيج فى المحلة. المحلة هى ذاتها التى يراد لها اليوم تصفية كاملة كفكرة وبنية وبشر. المحلة التى تختلط فيها ثقافة المصنع والعمل مع ثقافة التحرر والخروج من ربقة الاستغلال تشكل نقيض المناطق الصناعية المؤهلة المنضوية تحت عباءة اتفاق استعمارى مثل الكويز. هل من المستغرب أن تكون مصانع الكويز هى ذاتها المصانع التى يستغل فيها العمال أسوأ استغلال بدعوى تخفيض مدخلات الصناعة لكى نقدر على المنافسة. أليست هى نفس المصانع التى تفتقد عمالتها لأى رابطة أو نقابة تعبر عن المصالح الجماعية للعمال ورعايتهم بسبب تعنت الادارات واصراراها على قمع العمال. أليست هى نفس المصانع التى تشهد تعاقدات فاسدة ومستغلة وتحايل على القانون ينتهى بوضع العامل فى ما يشبه سخرة مقنعة يتلقى مقابلها أجر زهيد ويظل طوال عمره تحت تهديد الطرد دون تعويض. الفارق الجوهرى بين صناعة وطنية وصناعة خادمة للاستعمار الجديد تلمسه فى هذا الفارق المميز للمحلة التى تدمر اليوم والكويز برجال أعماله خدم الاستعمار ومصانعه التى تعمل بطاقة الاستغلال وقوانين السخرة. التحرر لا يمكن إلا أن يفهم كقضية واحدة متكاملة. التحرر من الاستبداد لصيق بقضية التحرر من الاستغلال. هذا الصراع من أجل حقوق العمال فى مصر الذى كان الاضرابين الاخيرين جزء من فصوله هو فى جزء منه صراع مع إسرائيل التى تريد قضمة من مقدراتنا الوطنية التى يصنعها العمال المقموعون المستغلون والولايات المتحدة التى تريد سلعا رخيصة تصنع بسخرة وانعدام للكرامة الانسانية وسوقا مفتوحا لا تعوقها فيه عوائق
كلام جميل
قسم أحمد سيد النجار الخبير الاقتصادى المعروف أنماط المقاومة الاقتصادية إلى ثلاثة أنماط من المقاومة، الأول هو المقاومة الشعبية المتمثلة في مقاطعة الدول المعادية أو دولة الاحتلال ومقاطعة مشروعاتها ومنتجاتها . أما الثاني هو استخدام كل الوسائل السلمية بلا استثناء من أجل منع الدولة المعادية أو المحتلة في استغلال ثروات الأمة سواء في شكل استنزاف مباشر أو في صورة الاستنزاف بمساعدة حكومة أو جماعة عميلة ، والثالث هو بناء قواعد قوية لاقتصاد وطني حقيقي يكون أساسا راسخاً لتمويل كفاحها من أجل الاستقلال السياسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق