أشعر بغزة فى قلبى
الصورة نقلا عن موقع جريدة اليوم السابع
Posted by عبده البرماوي at ١١:١٩ م
Labels: أحزان تنسجنى, المفتكس المفيد, تأمل بس, هكذا تكلم فهلاو
من تأليف: يوامربلا ودبا
سيف المحارب القديم
استغرق منى الأمر خمسة وعشرين ليلة بتمامها لأصل لرأى بعد طول تفكير، ليال طوال لم أنم خلالها إلا سويعات قليلة، تحرر عقلى خلالها من هذا الوهم، وها أنا قد آمنت فى النهاية بأن السيوف قد صارت أشياء غير ضرورية، فبماذا أفادتنى وأنا سليل النبلاء مالكها واقف على شفير الجوع، هل سآمرها أن تضرب الهواء فتسقط موائد السماء فى حجرى، اليوم تحررت من الوهم، وعقدت العزم الأكيد على التخلص منها جميعاً بما فيها تلك التى ورثتها عن أبى، والتى ورثها بدوره عن أبيه وأجداده، لن أبقى على شئ منها فى حوزتي. أخذتها جميعاً، ستة وعشرون سيفاً من النوعين القصير والطويل، ترددت وأنا أتأمل جمالها ودقة صنعتها، وما استدعته فى عينى من رؤى وذكريات، حملتها جميعا فى لفافة ونسيت عامدا أو قل أننى عجزت عن بيع هذا الأثر وخفت من نفسى اللوامة لذا خلفته، سيفا واحداً فقط كان أبى يعتز به اعتزازا كبيراً، ويعلقه على جدار الغرفة الكبيرة، كان من صنع تنشوسوكيسادا صانع السيوف الأمهر عبر تاريخ الامبراطورية، صنعه بعقل رائق وخيال جامح، حلى جانبيه بعبارات من حكمة المحاربين القدماء بخط سوراى المنمق، وقد حمل هذا السيف خاتم الإمبراطور شخصياً، وآل إلى جدى بطريقة لا أعرفها، لكن أظن أنه قد منحها فى عيد أو ما شابه، كان مقربا من حضرة الامبراطور تنجا العظيم.
ذهبت إلى ميتسو تاناكا تاجر العاديات، إبن عمى وصديقى المقرب همتسو الذى سبقنى لبيع مالديه من سيوف الماضى قال لى عن هذا التاجر أنه دميم قصير القامة وجشع لا يشبع، لكنه يدفع جيدا مقارنة بالآخرين، وهو أشهر من يطلب شراء تلك السيوف النادرة فى جزيرتنا، سرت إلى حانوته حاملاً تلك الأسياف فى جراب جلدى مطعم بخيوط الذهب ومنقوش عليه بالكى قصيدة طويلة لا أعرف بالضبط قائلها، لكننى حفظتها عن ظهر قلب من تكرار قراءتها: "تعالى يا روح المحارب القديم، فاليوم بذل النفس من أجل المبجل العظيم، روحنا العالية، ساكن السماء"، لم يكن من اليسير على أن أسير لفسل كهذا بنفسى، لكن ماذا عساى أن أفعل وقد جرتنى الأحوال لهذا الخيار العسر، سرت رافعا رأسى وراسما الجهامة على تقاطيع وجهى، وكعلامة على انتمائى للساموراى ومرتبتى بينهم تعين على الظهور مرتدياً زى الشوجون المقصب ومتقلداً سيفين، ولذا احتفظت بسيف طالما آثر أبى تقلده مع زيه الرسمى لدى زيارته للقصر الإمبراطورى أو ديوان الحكومة، ووضعته فى غمده الطويل ليضفى علي مظهرا مهيبا، واستعرت من مطبخ زوجتى سكيناً ذات مقبض محلى كالسيوف، وضعتها فى الغمد القصير وبذلك بدوت كمن يرتدى سيفين، توخياً للمظهر ومراعاة للشكليات.
وصلت عند ميتسو الذى استقبلنى بحفاوة وهو يتأمل ملابسى والسيفين الذين أمتشقهما، كان بالفعل قصيرا وهو يقف إلى جوارى، بيننا فرق واضح فى الطول، فزع فى غلامه آمراً إياه أن يحمل عنى جراب السيوف وظل يكرر جملة ترحاب واحدة وهو يطاطئ رأسه ويحنى جسده القصير وعيناه اللئيمتان ترمقان من آن لآخر الجراب الذى وضعه الغلام على الطاولة الكبيرة وسط الحانوت، أما ابتسامة التشفى الخبيثة التى رسمها على وجهه فلم تفارقه طيلة الوقت.
منحنى ميتسو ثمانين رايواً فى مقابل مجموعة السيوف النادرة، لم تكن تلك الرايوات لتشترى فى الحقيقة غمد أي منها، لكننى قبلت المبلغ، وربما كنت أقبل أقل منه، إذ أننى قد حسمت أمرى على بيعها جميعاً، عرض على كما توقعت شراء السيفين فرفضت دون تشدد، متعللا بأننى أفضل ألا أبيعها فهى عزيزة لدى، ألح فى طلبه فوافقت على بيعه السيف ذى الغمد الطويل الذى أرتديه فقط، فنقدنى عشرة رايوات إضافية، هممت بالمغادرة لكنه ظل يلح على قائلاً ألا تريد بيع القصير أيضاً يا سيدى، قالها بلغة مختلفة تخلى خلالها عن توقيره لى، شعرت برغبة فى أهانتى حملتها كلمات هذا الرجل الوضيع. فرفضت بإباء ومضيت دون أن أرد عليه، تبعنى مهرولاً، وأخذ يلح على قائلاً، أشتريه منك بعشرين رايو، توقفت وحدقت فى وجهه بغضب شديد، فابتسم ابتسامته الخبيثة مرة أخرى وطأطأ رأسه وقال سيدى لعلك تقبل بمئة رايو إضافية، مضيت فى طريقى دون أن أعره اهتماماً، ظل يتبعنى وهو يزيد فى عرضه حتى وقفت على باب بيتى وهو لا يزال يتبعنى ويزيد المال المعروض، كان آخر مبلغ نطق به هو ألف رايو كاملة عداً ونقداً.
أخذ يرتعش وقد انقلب وجهه لبؤس شديد وهو يرمقنى أصعد درجات بيتى دون أن يستوفنى المبلغ الضخم الذى عرضه، ملئه الاستغراب إذ كيف أقبل فى بضع وعشرين سيفا نادرا ما يقل عن المئة رايو ولا أقبل فى واحد قصير عشرة أضعاف هذا، توقفت عند مدخل بيتى قائلاً له بلغة مستنكرة وبعصبية واضحة سأمنحك هذا السيف هبه دون مقابل إن أجبتنى بكل الصدق عن سؤال يحيرنى: ماذا سيفعل رجلا متواضع مثلك بسيف عتيق كهذا. أعاد ابتسامته الخبيثة إلى وجهه ونظر إلى السماء ثم قال لى وقد لمعت عيناه، سيدى أنا ابن سماك فقير من المنبوذين، ولم أحمل يوماً مثل هذه الأسياف التى تمتشقونها انتم أيها المنتمون لسلالة المحاربين لم استتمتع بامتشاق احداها يوما ولم أشعر إلا بأنها بعيدة عن يدى وظللت طوال عمرى أراها - متحسرا - وهى تمنحكم بهائكم وعظمتكم، ولطالما كرهتها، أنا ما اشتريت سيفاً من ساموراى إلا بعد أن ينحنى منكسراً ذليلاً أمامى بعدما انقلبت الاحوال وقد أحوجته الدنيا لرايوهاتى القليلة التى لا تساوى شيئاً مما يبيعه، وطالما تساءلت لماذا يتخلى ساموراى عن شرفه وميراث أجداده المحاربين، فى حين كان رجلاً ميسوراً مثلى ليتخلى عن كل ماله مقابل نظرة إجلال من أولئك الرعاع كتلك التى تحظون بها كلما مررتم بسيوفكم وخطواتكم الواثقة ومظهركم المهيب بينهم، كنت أمعن فى المماكسة، وأضغط عليهم بالرفض وادعاء أننى لا احتاج مزيد من السيوف العتيقة التى لا تصنع شيئاً، كنت أتشفى فيهم وهم ينتظرون المال وأعاملهم بكل التكبر، إلا أنت يا سيدى، نعم إلا أنت، وجدتك تبيعها ولم تهتز سيماء عظمتك وملامح هيبتك، فظننت أن احتفاظك بسيفك الأخير ربما هو الذى يبقى لديك كل هذا الكبرياء، فعزمت على شرائه مهما بلغ ثمنه، حتى لا يصير عندك ذرة من بقايا هذا الشرف ولتتساوى رأسينا فى النهاية. أقسم أننى قلت كل الحقيقة ولم أخفيك شيئاً هلا خلعته ومنحتنى إياه الآن.
لم أنبس ببنت شفه لثوان، ولم تشعرنى كلماته بكم الخسارة التى تصور أنها قد حلت بى، وكان على أن أفى بوعدى له بأن أمنحه آخر ما تبقى من السيوف، نظرت إليه بكل الكبرياء المفتعل وسددت إليه نظرة احتقار وتأفف ثم أمرته أن يعود بعد يومين ليحصل على بغيته، استدار وسار خارجاً وسط حيرتى من أفكار هؤلاء المنبوذين، لم أدر أمضى منتشياً أم منكسراً ذليلاً، لكننى نظرت إلى رأسه فرأيتها بالفعل تقارب رأسى أو تكاد.
موساكو
عاشت موساكو وحيدة فى بيتها الريفى بأقصى جنوب غابة شيونج الممتده من قصور بيرهوشا أعلى جبال كاتاو إلى ضفاف نهر ساهى حيث بيتها العتيق على طراز الماوسيونج الذى ورثته عن أجدادها والذى لا يعلم أحد على وجه اليقين تاريخ بناؤه. استأجرت موساكو ذات الملامح القوية التى منحتها إياها قسوة الغابة خادما عجوزاً يدعى "شابن هو" الذى حكى لها كثيراً عن ذكرياته عندما أوقع بالإمبراطور عن فرسه وهو يصطاد وحيداً فى الغابة وقد التقاه وحسبه على أقصى تقدير خادم متأنق لواحد من نبلاء الحاشية ممن يجيئون لصيد حيوانات هؤلاء الريفيين البسطاء المساكين، فطارده بآلة الحرث، فزع الإمبراطور الكهل وقفز إلى فرسه. لكنه تعثر عنه وسقط على الأرض وأخذ يصرخ مسترحماً شابن هو قائلاً أنه الإمبراطور وشابن هو الذى كاد أن يفتك بإله الامبراطورية لا يصدقه حتى أراه سوار الإمبراطور على يده، فهرب شابن هو الذى علم أن مصيره قد تحدد بالموت جزاء إفزاعه للإله المتجسد إمبراطوراً بشرياً.
غاب شابن هو عن البلدة لسنوات ثم عاد وقد تغير شكله تماماً. لم يجد أى من أهله ولم يجد القرية ولا بيوتها الخشبية ولم يعرف ماذا حل بهم إذ اختفوا جميعاً. ولم يسأل شابن هو أحداً مخافة أن يقبض عليه حرس الإمبراطور، إلى أن توفى الإمبراطور فجأة، ونسى ولى عهده الأمر، فعاش شابن يحكى القصة لكل من يراه عسى أن يجد من يدله على أحد ذويه. اعتبره الناس مجنوناً، ولم يجد من يأويه فى بلدتنا سوى موساكو، سيدة البيت الوحيد جنوب غابة شيونج، عاش معها لسنوات خادماً مطيعاً، وحارساً متيقظاً، وحكاءً مسلياً، صحيح أنها لم تصدقه يوماً واعتبرته كما يقول أهل البلدة مجنوناً، إلا أنها كانت تستمتع لحكاياته بشغف شديد، رغم أنه يكرر ذات الحكايات وبحذافيرها كل مرة يجلس إليها، لكنها لم تمل حكاياته يوماً، وظلت لعشرة أعوام تتابعه وهو يحكى بنفس حماسها للسماع أول يوم انصتت فيه لهذه الحكايات.
ربطت بينهما الوحدة وأشياء أخرى أحسها شابن وربما أحستها موساكو، فكر شابن هو أن يهجر البيت ويبحث عن مكان جديد به بشر وحياة غير هذا المكان الموحش الذى لا يسكنه سوى بضع فلاحين ومشردين بالإضافة إليه هو وموساكو سيدة البيت، سألها مرات عن سبب انعزالها فى هذا المكان القصى الموحش، لم تجبه يوماً عن سؤاله، فقط أشارت أنها إرادة بوذا نور السماء، لكن سر موساكو المخفى أبقاه فى جوارها، أحس أن ثمة شيئاً ما يدعوه للبقاء لجوارها.
فى صبيحة نهار ربيعى ملأت شعاعات الشمس فيه الفواصل بين أوراق الأشجار بهية الخضرة، وصحا فيه الفلاحون القليلون منذ بدأت العصافير زقزقاتها الأشبة بثورة موسيقية، تيقظت موساكو كعادتها ومضت نحو آنية الماء لتغتسل، كان من المفترض كعادتها كل صباح أن تمر بشابن هو الراقد بعرض باب غرفتها ككلب حراسة وفى، لكنها فوجئت بغيابه وهو الذى اعتاد ألا يصحو إلا بوكزة من قدمها كأنما تعثرت به، ظنت أنه قد يكون خارج البيت، يقضى شيئاً ما، أو لعله سمع صوتاً غريباً فذهب يتحراه، أو ربما يفعل واحدة من أفاعيله الجنونية التى اعتادها ولم تعد تستغربها منه، مضى الوقت دون أن يظهر أثر لشابن هو، خرجت لباحة البيت ونادته بصوت عال، لم يرد، سألت أحد الفلاحين الذى مر ببابها إن كان قد رأى المجنون، فرد متبسماً أنه لمحه يستحم هناك، وأشار ناحية النهر، هالها ما سمعته، فقد حرص شابن هو ألا يمسه الماء منذ عرفته، كان يهاب الماء ولم يكن يستحم إلا بعد إلحاح منها، لكنها تشهد أنها لم تشم له رائحة كتلك الروائح المنفرة التى تشمها من الفلاحين الفقراء العائدين من أعمالهم فى الغابة.
شدها الحماس لمعرفة سر استحمام شابن هو بعد قطيعة طالت مع المياه ، وصلت لحافة النهر حيث تحلق فتية من أبناء الفلاحين وهم يحدقون فى شابن هو الغاطس بجسده كاملاً فى المياه. ولم تبد منه سوى أطراف أصابع قدميه، ثم فجأة قفز شابن هو عالياً كسمكة مذعورة وخرج بجسده كاملاً فى الهواء ثم عاد بكتلة جسده باطشاً الماء ومحدثاً تفجراً لقطرات المياه أغرق كل الأولاد الواقفين بالخارج، فانخرطوا فى صراخ وضحك، لمحت شيئاً آخر غير عبث شابن هو، كان شابن هو قد تخلص من ملابسه كاملة قبل النزول للنهر وبدا عند قفزته كطفل خارج لتوه من رحم أمه، عرياناً بلا ستر.
هرعت بعيداً وهى تلعن شابن هو المجنون، وذهبت لمنزلها تنتظره حتى توبخه، لكنها طوال طريق عودتها لم تستطع تبين وجه استغرابها الحقيقى، لم تكن تعتبر أن شابن هو رجلاً رغم كل حكاياته عن الرجولة والفروسية اللتان تمتع بهما طوال شبابه، لكن ما رأته بعيناها أكبر من أن تتجاهل وجوده، كان لشابن جسدا فتيا يتوسطه ذكر ضخم بدا كثُعبان أصلة.
عاد شابن هو بعد دقائق ودخل للبيت فوجد سيدته موساكو تقف وبدت عليها أمارات التوتر والغضب، ألقى عليها التحية وسألها إن كانت تريد شيئاً من السوق، رددت عليه: لماذا أنت ذاهب إلى السوق اليوم، تعلم أننى قد ابتعت بالأمس حاجياتى وما سنأكله طوال الاسبوع، هل تريد أن تشترى لك شيئاً من هناك.
رد مبتسماً: لا يا سيدتى لكننى سمعت أحدهم يتكلم عن حاو قد ظهر فى السوق ويخرج من فيه أرانب وثعابين،
ردت موساكو هل جننت أيها الكبير وارتددت طفلاً، هل ستترك أعمالك لتذهب للفرجة على حاو مخرف. يبدو أنك بالفعل مجنون كما يشيعون.
أحس بوطأ الكلمات عليه التى حملت غضب السيدة فرد متعللاً: لا يا سيدتى فكل الأمر أن لى قريب كان يعمل حاوياً قبل أن أهجر قريتى وقد اشتهر بحيله التى يخرج فيها الارانب والثعابين من حلقه، ففكرت أن ربما يكون هو نفسه ذلك الحاوى الذى وصل للسوق.
أحست موساكو بقسوتها مع شابن هو فأشارت إليه أن اذهب ثم نادته وعرضت عليه بعض المال وقالت له خذ هذه الايوهات علك ترغب أن تشترى شيئاً.
ظلت تتابع جسد شابن هو وهو يختفى أسفل التلة ثم عادت نحو غرفتها وفكت ضفائرها وبدأت فى الاستعداد للاستحمام.
كتب صديقى العظيم اللي أنا زعلان منه في جريدة الدستور تحية غريبة لناشر مدونات مصرية للجيب وهى تجربة نشر تجارية تحاول ركوب موجة شهرة المدونات ويشبه الأمر حالة كسكسه عجيبه شبهها صديقي جيمي هود تشبيها عبقريا فقال ان هذا النشر الورقي لمدونات إلكترونيه مثل عمل أمسية إذاعية نقلا عن مسلسل تليفزيوني. تكنولوجيا قديمة تحاول اللحاق بتكنولوجيا جديدة فتتعثر وتظلمها وتظلم نفسها، ورغم اختلافى مع جيمي إلا أنني رأيتها في حجمها حين تصفحت الكتاب، بدا لي الكتيب متواضعا ومجرد مختارات لا يربطها أى رابط، ولا يجمعها أى تحليل، شغل تجارى للربح السريع ودمتم، أما صديقي نجم فقد أخذ يردد مقولته التى أعتبرها صادقة وإن فوتت هذه المرة يمدح فيها ناشر الكتاب عن غير حق والغريب أنه يقول أن الولد هو من نبهه لعالم النت، نجم تناسى أصل الموضوع، والأصل هو أنني كنت كعادتى التى اقلعت عنها بحمد الله أجلس فى دار ميريت لصاحبها محمد هاشم عشان مايزعلش، وكنت أحكي لنجم كعادتنا حين نمر بخبر فنأخذ فى مناقشته ومر بنا خبر عن التدوين فقال لى أنا لا أفهم هذه الظاهرة، ضحكت وقلت له فلتفهمها لك نواره فهى زعيمة جبهة التهييس الشعبية قال لى زعيمه، هى باعتلكو الشويتين بتوعها، قلت له ولم أكن ساعتها قد التقيت بها، تعملهم عليهم مش عليا، إنت زعيمى الوحيد يا ريس،
وأخذت أعدد له مناقب المدونون وكان وقتها قد حدث مشهد نادي القضاة تظاهرات كفاية والحركة البركة التى كنا ننتمى إليها وفطسها الله يسامحه بقي دون ذكر اسماء وعرجت على اسماء منال وعلاء ودماغ وجيمي الذي كان قد حضر اثناء الحوار وكنا قد تعرفنا ببعضنا من أسابيع قلائل وتوقفت ساعتها عند اسم حسام الحملاوى وموقعه عرباوي كمثال لنوعية التدوين المتواصل مع متابعين من مختلف دول العالم، وجدت نجم مهتما بشكل عميق وأعرف ذلك من طريقة انصاته وعدم تلفته وتحفيزه للمتحدث بكلمة هاه رغم تململ هاشم الذى يتابع الحديث وهو بيلف، حضرت داليا زيادة وكانت تحمل معها اللاب توب الخاص بها، وبدأت فى مداعبة ازراره، قلت له لما لا تصبح مدونا، هتف جيمي هود وقفز من مقعده وقعد يقسم ميت يمين انها ستكون ضربة الموسم وقد حدث ، تحمست داليا وبدأنا معا فى نشاء المدونة على بلوجر وأخرجت تليفونى الآي مايت وقلت له ستكون أولي تدويناتك بالفيديو وبالفعل صورت له الفيلم وتم تحميله والاصل لا زال عندى وهللت الصحف للمدونة الجديدة التى سميتها عيون الكلام وهى عبارة مأخوذه عن إحدى قصائد نجم العبقرية وتولت داليا تحديثها وغير جيمى اسمها لاسم اكثر مناسبة لثقافة التدوين وسماها مكنة الفاجومى بضم الميم. والان كتب المقال ونسى كل هذا، حبيبى ابو النجوم له ألف عذر فى أن ينسى، وبعدين هى عادته ولا هايشتريها، هذا أبو النجوم،عليك أن تحبه حتى وهو ينساك.
الفيديو بأعلي يرسم جزء من شخصية أبو النجوم، السيدتان الفاضلتان ايناس وهالة تستمعان لقصيدته البتاع، الغريب ان ضحكهما قد تركز عند ما ظنتاه ايحاءجنسى وانتقل احساسهما المرهف للجمهور فأخذ يضحك في مواضع غريبه واستشعر ابو النجوم هذا بذكاؤه فبدأ يفوت وتماهى مع هذا الجمهور الغبى والسيدتان اللتان تفكران ببتاعهما ولم يفوت الفرصة فهجر القصيدة والمعنى السياسى للحظات وبدأ يضغط لهما علي وتر الجنس الذى توهمتاه هن وجمهورهن وان أكمل قصيدته السياسية بعد ذلك، عندما تشاهد الفيديو انظر كيف لم يفهم الجمهور ما يقوله نجم، والمثال الصارخ كان عندما ضحك الجمهورحين قال جملة مؤثره عن تحول لون البتاع لاصفر ذابل كدليل على الخراب وهو ضحك يثبت بالقطع انهم لم يفهمو القصيدة ولم تذهب قريحتهم سوى للمعنى الجنسى المتوهم الذى لم يرده قطعا ابو النجوم لكن القعدة كانت عاوزه كده.