فنجان واحد لشخصين
رائحة القهوة
ودوائر الدخان التى تضرب وجهى
وقطع الثلج
تذكرنى
بكلماتك الأخيرة
ودمعاتك اللواتى مددن البحر
بينى وبينك
وتلويحة يدك
التى أودعتنى هذا القمقم الشمالى
أسيراً لشرود سرمدى
ووحشة الصمت
أجلس بهذا المقهى الكئيب
متطلعاً إلى مسرى الشمس
أدخر دموع الذكرى
ليوم اللقيا
وفى يدى فنجانك
أناجيك
أنا الأسير هاهنا
كل يوم
أيتها السمراء الجنوبية
لم تعد الأحلام وحدها تكفى
والذكرى استمرأت الخيانة
ولم تعد سلوى لنفسى
فكيف السبيل إذن عوداً إليك
أيتها الساكنة جنة الجنوب
أرينى سحرك الذى حرك الأكوان
ولتفتشى فى أسفاره
حتماً ستجدين تعويذة الإياب
أو أنشودة تجعلنى أعدوا فوق الماء
ملاحقاً طيفك القادم من بئر مسعود
أو دلنى يا كليمة العشق
أين عصا الرب
لأمزق بها صفحة البحر الذى يسجننى
فلقين
فأعبر بجنودى عائداً إليك
كى أمس بيدى السحر
وتشربين من فنجانى
وألثم أنا موضع الرشف